حتى لا ننسى

حتى لا ننسى

  • حتى لا ننسى
  • حتى لا ننسى
  • حتى لا ننسى

اخرى قبل 5 سنة

حتى لا ننسى

وقعت مجزرة كفر قاسم الرهيبة في مساء التاسع والعشرين من تشرين الأول عام ١٩٥٦ م ، في نفس اليوم الذي أشعل فيه العدو الإسرائيلي حرب السويس العدوانية على مصرالشقيقة على إثرتأميم الرئيس جمال عبد الناصرقناة السويس انطلاقاً من حق مصر في السيادة على أراضيها تمشياً مع مبادئ القانون الدولي .ففي نفس يوم المذبحة بدأت <<إسرائيل >> حرب السويس العدوانية لخدمة مصالح الدولتين الاستعماريتين بريطانيا وفرنسا وخدمة مصالحها الاستعمارية والعدوانية وتدمير الجيش المصري واحتلال سيناء لتحقيق الأكاذيب والأطماع التي رسَّخها كتبة التوراة والتلمود والحركة الصهيونية ومحاولة كسرإرادة القيادة المصرية .

في نفس اليوم الذي أشعل الجيش الإسرائيلي الحرب العدوانية ارتكب مجزرة كفرقاسم لإدخال الخوف والذعرفي نفوس الأقلية العربية داخل فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨والاستمرارفي ممارسة الإرهاب والإبادة تطبيقاً للتعاليم التوراتية والتلمودية والصهيونية التي ترفع إبادة غير اليهود وبشكل خاص العرب إلى مرتبة القداسة الدينية تحقيقاً لأطماع اليهودية العالمية في الأرض والثروات العربية ، لإقامة إسرائيل العظمى الاقتصادية من خلال مشروع الشرق الأوسط الجديد.

في نفس اليوم الأسود قامت مجموعة عسكرية بقيادة الرائد شموئيل ملينسكي واتخذت مواقعها على المعابرالرئيسة لقرية كفرقاسم وكان الرائد ملينسكي قد تلقَّى تعليمات من قائده يسخارشدمي بفرض حظرالتجول على القرية وإطلاق النارعلى كل من ينتهك حظرالتجول.

وأعطاه تعليمات بقتل العمال والفلاحين المتواجدين خارج القرية قبل حظر التجول بعد عودتهم من أماكن عملهم ومزارعهم بعد الساعة الخامسة .وعندما سأل ملينسكي قائده شدمي عن مصيرهم أجابه قائلا : << لاأريد عواطف ، الله يرحمهم>> .

احتلت قوات الجيش الإسرائيلي مداخل القرية وأقفلتها ، وتوجَّه الرائد ملينسكي إلى مختار القرية وأخبره في تمام الساعة الرابعة والنصف بفرض حظر التجول على القرية بدءاً من الساعة الخامسة مساءً وحتى السادسة صباحاً فقال له المختار بوجود العديد من العمال والفلاحين خارج القرية ولا يستطيع إبلاغهم بحظر التجول خلال نصف ساعة ،فأكد له الرائد في الجيش الإسرائيلي بأنَّ جيشه لن يمسّهم بسوء أوبأذى .

وأصدرملينسكي تعليمات لضباط وجنود الكتيبة بتصفية كل عربي ينتهك حظر التجول ، وبالتحديد <<العمال والفلاحين>>العائدين إلى منازلهم ولايعرفون التجول.

بدأ العمال والفلاحون بالعودة إلى القرية بعد الانتهاء من عملهم وقبيل غروب الشمس بالسيارات والعربات والدراجات وسيراً على الأقدام.

أوقف الجيش الإسرائيلي السيارة الأولى التي وصلت ، وطلب الجنود من الركاب النزول لتفتيشهم وأمروهم بالوقوف ، وصدرالأمر<<احصدوهم >> وأبادوا ركاب السيارة .

ووصلت سيارة أخرى بعد فترة وجيزة من إبادة الدفعة الأولى فأوقفها الجيش الإسرائيلي وأمرركابها بالنزول بحجة التفتيش وأمروهم بالوقوف في صف واحد وحصدوهم عن بكرة أبيهم .

ووصلت السيارة الثالثة وكان فيها (١٤) امرأة و(٤) رجال وتابعت سفرها دون توقف ، وطالبها الجنود بالتوقف فتوقفت فأمر الجنود الركاب بالنزول ، ولكن النساء اللواتي شاهدن الجثث على جانبي الطريق ، أخذن يتوسلن الجندي الرأفة بهن، ولكنه لم يستجب إلى تواسلاتهن .

وعندما نزل جميع ركاب السيارة أطلق الجنود الإسرائيليون النار عليهم فقتلوا (١٧) وجُرحَتْ حنا سليمان عامر( ١٤سنة) في رأسها ورجلها وبدت وكأنها ميتة.

ووصلت السيارة الرابعة وشاهد سائقها الجثث المنتشرة على جانبي الطريق، فلم يستجب إلى أوامر الجيش الإسرائيلي ، وهرب بسيارته بأقصى سرعة والجنود يطلقون الرصاص على الشاحنة ووصل إلى القرية ليجد بداخل الشاحنة العديد من القتلى والجرحى.

وعندما وصلت عربة يجرها بغل وفيها عقاب بدير ، وتوفيق بدير أوقفها الجنود وأوقفوا معهم العديد من راكبي الدراجات وأمروهم بوضع دراجاتهم بجانب العربة والوقوف صفاً واحداً ، وبلغ مجموع الذين أوقفهم الجيش الإسرائيلي في الصف (١٣ ) وصاح جندي بالجنود اليهود المتأهبين <<احصدوهم>> فحصدوهم ولكن تمكن المدعو مصطفى من الهرب.

حدثت إبادة ركاب السيارات الأربع والعربة والدراجات دون أن يعلم أحد في داخل قرية كفر قاسم بما حدث عند جاجز الجيش الإسرائيلي على مدخل قريتهم.

فتابع الجيش الإسرائيلي المجزرة داخل القرية وذلك عندما خرج أحد الأطفال البالغ من العمر ٥ سنوات لإحضار علبة سجائر من منزل صاحب الدكان المجاور لمنزل والده ، وعندما شاهده الجنود أطلقوا عليه الرصاص ووقع على الفور يتخبط بدمائه، فاندفعت أمه راكضة نحوه لاحتضانه ولإنقاذه فأطلقوا الرصاص عليها وسقطت على الأرض واختلط دمها بدم طفلها ، محتضنة فلذة كبدها ولفظا أنفاسهما سويةً ليختتما المجزرة الجماعية الرهيبة التي بلغت حصيلتها (٥١) قتيلاً من المدنيين العرب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية .

حاولت الحكومة الإسرائيلية إخفاء جريمتها النكراء كعادة اليهود في التضليل والخداع والكذب والتزوير، غيرأنها لم تنجح بذلك .

وتميزسلوك حكومة بن غوريون وكافة أجهزتها السياسية والإعلامية والعسكرية بالتعتيم المطلق على المذبحة الهمجية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ومنعت قوات الجيش الإسرائيلي الخروج والدخول من وإلى قرية كفرقاسم العربية ، وفرضت الرقابة العسكرية منع نشرأي خبرأوإشارة إلى المذبحة .

أبلغ النائب العربي يوسف خميس من حزب مبام في الكنيست بعد عدة أيام من ارتكاب المذبحة النائب توفيق طوبي من الحزب الشيوعي الإسرائيلي عن المذبحة ، حيث كان النائب يوسف خميس قد سمع عن وقوع المجزرة من أوساط حزبه الذي التزم الصمت وقررالحزب الشيوعي بالتحرك الفوري للتأكد من وقوعها.

التعليقات على خبر: حتى لا ننسى

حمل التطبيق الأن